اعتاد المنتخب الإنجليزي في بطولة أوروبا 2024، الأجواء الدراماتيكية التي يضع فيها جمهوره على أعصابه، حيث سجل فوزا قاتلا على المنتخب الهولندي (2-1) مساء الأربعاء، في نصف النهائي.
وضرب منتخب "الأسود الثلاثة" موعدا مع المنتخب الإسباني في المباراة النهائية مساء الأحد المقبل، في ظل ارتفاع معنويات لاعبيه إلى حدود السماء، بعد فوز مثير تحقق بفضل الإصرار على تحقيق المطلوب.
وقدم المنتخب الإنجليزي عرضا مقبولا من الناحية الهجومية هذه المرة، عكس المباريات السابقة في البطولة، بيد أنه انتظر حتى الوقت بدل الضائع، حتى يسجل له البديل أولي واتكينز هدف الفوز.
في الناحية المقابلة، قدم المنتخب الهولندي ما عليه خلال اللقاء، بيد أنه عانى من بعض المشاكل التكتيكية التي يتحمل المدرب رونالد كومان مسؤوليتها، إضافة إلى سوء الحظ فيما يتعلق بركلة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل الإنجليزي بالشوط الأول، نظرا لأن المخالفة المرتكبة كانت جدلية.
اعتمد المنتخب الإنجليزي بقيادة المدرب جاريث ساوثجيت للمباراة الثانية على التوالي، على طريقة اللعب 3-4-2-1، حيث عاد مارك جويهي إلى التشكيل الأساسي بعد غيابه في مباراة ربع النهائي أمام سويسرا للإيقاف، ليلعب بجانب جون ستونز وكايل ووكر في الخط الخلفي، ووقف على طرفي الملعب كل من بوكايو ساكا وكيران تريبييه، فيما تعاون كوبي ماينو مع ديكلان رايس في وسط الملعب، وتحرك الثنائي جود بيلينجهام وفيل فودين، خلف رأس الحربة هاري كين.

ورغم تأخره بهدف في الدقيقة السابعة، بدا المنتخب الإنجليزي هادئا، وتمكن من تحقيق التعادل، قبل أن يستلم زمام الأمور في منطقة العمليات، بفضل المستوى المميز الذي قدمه فودين تحديدا، خصوصا مع تراجع الهولنديين إلى ملعبهم.
واستمرت السيطرة الإنجليزية في بعض أوقات الشوط الثاني، وتعامل الدفاع والحارس جوردان بيكفورد مع بعض الفرص الخطيرة لهولندا، بيد أن الفريق افتقد للفاعلية في الخط الأمامي، رغم جهود بوكايو ساكا الواضحة على الطرف الأيمن، فانخفض مردود فودين كثيرا، ولم تكن تحركات بيلينجهام مدروسة، في وقت ظهر فيه الإجهاد على كين.
ونشط الهجوم الإنجليزي، مع دخول كول بالمر مكان فودين، خصوصا مع تقدم ماينو للمساندة من وسط الملعب، والانتقال مجددا إلى طريقة اللعب 4-2-3-1، مع دخول لوك شاو كظهير أيسر مكان تريبييه، فجاء هدف الفوز الثمين بقدم واتكينز الذي كانت مشاركته في اللقاء مفاجأة بحد ذاتها، مع توقعات بالزج بإيفان توني في حال إخراج كين من الملعب.
في الناحية الأخرى، لجأ كومان إلى طريقة اللعب 4-2-3-1، حيث قاد فيرجيل فان دايك الخط الخلفي بإسناد من ستيفان دي فري، ووقف دينزل دومفريس وناثان أكي على الطرفين، وتبادل جيردي شوتن الأدوار مع تيجاني ريندرز في وسط الملعب، وتحرك الثلاثي دونتل مالين وتشافي سيمونز وكودي جاكبو، خلف المهاجم الصريح ممفيس ديباي.
وخرج ديباي من الملعب مصابا، وهو ما بدا للوهلة الأولى أنه سيصب في مصلحة الهولنديين، خصوصا مع إشراك فاوت فيجهورست في وقت لاحق، بيد أن الهولنديين عجزوا عن إرسال الكرات العرضية بشكل مستمر إلى منطقة الجزاء الإنجليزية، رغم التحركات النشيطة لجاكبو وسيمونز على وجه التحديد.